من المجنون؟ راشد ولا اللعّان؟
*هويدا سالم*
في واحد من أحياءنا القديمة بالمكلا ، كان في بيت شبه مهجور، ساكن فيه رجل اسمه راشد، معروف عند الناس إنه مجنون ، لكن راشد ما عمره آذى أحد، لا يسب، لا يلعن، ولا حتى يرد على الكلام القبيح ، عايش بسلام، مره يغني ومره يتكلم (رجال في حاله) .
لكن للأسف كل يوم تمرّ جمَاعة من الأطفال من تحت بيته، ينادوا عليه:
"يا راشد!"
فيردّ بهدوء: "أيوا؟"
ويصرخوا عليه بكل قلة أدب: "ألـعن!"
وهو ساكت، ما يرد، ما يسب، ولا يلعن ومايسكتوا يكررون ألعن ألعن ألعن... يشيب لها الرأس من كثرة سماعها حتى في شهر رمضان لم يحترموا حرمة هذا الشهر الكريم...
والمصيبة؟ إن بعض الشباب الكبار صاروا يقلدوا الأطفال ويقولوا نفس الكلام!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يكون المؤمن لعّانًا ولا طعّانًا ولا فاحشًا ولا بذيًّا."
وين التربية؟ وين العقول؟
صار الموضوع عادة يومية، ضحك وسخرية على واحد ما سوى لهم شي.
والمشكلة الأكبر إن الناس تمرّ من جنبهم وكأن الأمر عادي، ولا أحد ينكر، ولا يقول كلمة ولا حتى الجيران أنفسهم ؟!!!
بس مش الكل، في كم طفل من اللي تربوا تربية طيبة، يمرّوا يقولوا له:
"يا راشد، الله يشفيك!"
"أيش تسوي اليوم؟" راشد تصلي ؟؟
"راجع لك بكرة!"
كلام بريء، نقي، فيه رحمة وأدب.
وأنا جاره راشد وأتكلم من وجع...
الوضع مزعج، مؤذي لنا كجيران، وكل يوم نعيش على أصوات شتائم وسخرية، وما عاد ينفع السكوت.
إذا ما تم النهي عن هذا السلوك فوراً، والتربية من البيوت، بنضطر نصوّر كل طفل أو شاب يتمادى، ونتقدّم ببلاغ رسمي على أولياء أمورهم.
وهذا بحق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان."
*التربية مش اختيار والتطاول مش حرية*.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"
ويا ليت اللي يضحك اليوم، يفكر إنه بكرة ممكن يكون مكان راشد أو أحد من أهله.
راشد، اللي يسموه مجنون، عاقل بسكوته، وطيب بأخلاقه.
لكن السؤال الحقيقي:
*من المجنون؟ راشد ولا اللعّان؟*
تم إعداد هذا المقال بالتعاون مع الذكاء الاصطناعي عبر ChatGPT، من OpenAI.
وتمت مراجعته وتعديله ليتناسب مع اللهجة والموقف الواقعي المذكور
*ساعدوني بالنشر ليصل لكل بيت في المكلا وتحديداً اللعانين أنفسهم*