سقطرى .. تدشين ورشة عمل لتعزيز ممارسات الصيد التقليدي المستدام في ظل التغيرات المناخية
سقطرى / 16 / ديسمبر / 2025م
دشنت في محافظة أرخبيل سقطرى، اليوم، ورشة عمل بعنوان "تعزيز ممارسات الصيد التقليدي المستدام في أرخبيل سقطرى"، تنظمها جمعية سقطرى للحياة الفطرية، بدعم من صندوق المنح الخضراء العالمي (Global Greengrants Fund – USA)، وبمشاركة الجهات الرسمية ذات العلاقة وممثلي مجتمع الصيادين، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات البيئية الناجمة عن التغيرات المناخية، وانعكاساتها على البيئة البحرية وسبل عيش المجتمع المحلي.
وفي التدشين، أكد وكيل محافظة أرخبيل سقطرى العميد ركن صالح علي سعد، أن تنظيم هذه الورشة يأتي في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما تشهده المحافظة من تأثيرات متزايدة للتغيرات المناخية، من بينها اضطراب المواسم البحرية وتراجع بعض المخزونات السمكية .. مشيراً إلى أن تعزيز ممارسات الصيد التقليدي المستدام يُعد من أبرز الحلول الفاعلة للتكيف مع هذه المتغيرات، لاسيما وأن شريحة واسعة من سكان الأرخبيل تعتمد على الصيد كمصدر رئيسي للدخل.
من جانبه، أوضح مدير عام فرع الهيئة العامة للمصائد السمكية بالبحر العربي الكابتن أحمد علي، أن الورشة تمثل محطة مهمة في مسار تنظيم قطاع الصيد بسقطرى، في ظل الحاجة إلى تحديث لائحة الصيد التقليدي، وإضافة بنود جديدة تراعي المتغيرات البيئية والمناخية وتأثيراتها على الثروة السمكية، مثمّناً في الوقت ذاته جهود جمعية سقطرى للحياة الفطرية في الإعداد والتنظيم الجيد للورشة.
بدوره، أكد مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بالمحافظة الأستاذ سالم حواش، أن أرخبيل سقطرى يُعد موقع تراثاً طبيعياً عالمياً، ويواجه تحديات متزايدة نتيجة التغيرات المناخية، ما يستدعي تكثيف الجهود الرامية إلى حماية الحياة الفطرية في البر والبحر، والعمل على دمج مفاهيم التكيف مع المناخ في خطط إدارة الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع الحيوي.
كما أشار مستشار وزير الزراعة والري والثروة السمكية لقطاع الصيد التقليدي، رئيس الاتحاد السمكي بالمحافظة حمود عمر، إلى أن الورشة تستهدف مجتمع الصيادين بشكل مباشر، وتهدف إلى مناقشة آليات تعزيز الممارسات التقليدية في الصيد، بما يسهم في الحفاظ على المخزون السمكي في ظل التغيرات المناخية، إضافة إلى مكافحة استخدام المعدات الدخيلة التي تُفاقم من مظاهر التدهور البيئي وتُلحق أضراراً جسيمة بالحياة البحرية.
من جهته، أوضح رئيس جمعية سقطرى للحياة الفطرية المهندس ناصر عبدالرحمن، أن تنظيم هذه الورشة، بدعم من صندوق المنح الخضراء العالمي الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي ضمن برامج تهدف إلى تعزيز صمود المجتمعات الساحلية في مواجهة آثار التغير المناخي، وحماية التنوع الحيوي البحري الفريد الذي يتميز به أرخبيل سقطرى.
ومن المقرر أن تستمر الورشة لعدة أيام، تتضمن جلسات نظرية داخل القاعة، ويوماً ميدانياً، إضافة إلى تنفيذ حملة نظافة شاطئية، في رسالة عملية تجسد أهمية العلاقة التفاعلية بين الصياد والبيئة، وتعزز من مفاهيم السلوك البيئي المسؤول، بما يسهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، وضمان استدامة الموارد البحرية للأجيال القادمة.



